بعد ان منحه الله الكثير من المميزات تمرد ورفض الامتثال لاوامر من خلقه فحوكم لابد ان لا يرحم ابدا هذا هو الشيطان او ابليس فى الاسلام وليسوفير فى المسيحية وليهوه فى اليهودية
فهو على مر التارخ والعصور مثل الشر والاذى فهو ككيان خارق للطبيعة Supernatural يستطيع ان يوسوس للناس بفعل الشر بذكائه الخارق كما انه يستطيع التشكل على الكثير من الهيئات ولشدة غروره فلقد بنى عرشه على الماء وجعل الجن والشيطاين من كفرو واستكبرو ان يقدمو له القرابين فليحاكى بذلك عرش الرحمن
مسئزلية الشيطان فى الشر
فهو يمثل كل اذى ويوس لانسان من اجل مخالفة اومر الله فهو فى الجحيم هو وكل من يخالف اوامر الله ويتبعه فهو العدو الخفى لانسان والذى يفعل كل شئ من اجل اغواءه للوقوع فى المعاصى واالمناهى التى نهى عنها الرحمن او اغواءه لكى يبيع روح للشيطان اقرا عن صفقة فاروست وهب الروح للشيطان او يغوى الانسان لممارسة السحر اقرا عن العهد بين الساحر والشيطان وكيف يتم اقرا عن كيف يؤثر الشيطان فى الانسان
الشيطان فى البدائية
عرف الإنسان بفطرته أن هناك قوة غير مرئية تجلب له الخير بينما تجلب له قوة أخرى الشر، فسمى الأولى بأسماء أسلافه وسمى الأخرى أسماء عديدة اختلفت حسب القبائل والبيئة. وحاول الناس في البداية تفادي ضرر القوة الشريرة هذه بلبس أو حمل التمائم والتعاويذ، ثم حاولوا بعد ذلك الاستفادة من هذه القوة الشريرة لإلحاق الضرر بأعدائهم. وتفشت هذه الممارسات في الإنسان البدائي في أفريقيا ثم حملها أحفادهم إلى جزر البحر الكاريبي التي ما زالت تُمارس فيها طقوس ال " فودو " لإلحاق الضرر بالغير بمساعدة الشيطان أو الجن. ولقد تطورت فكرة الشيطان فى مختلف الحضارات اقرا عنها من هنا
الشيطان عند اليهود
وجاءت اليهودية وجعلت من الشيطان الخصم العنيد لإله السماء وأعطى العبرانيون الشيطان عدة أسماء مثل: " أبوليو و " بيلزبب و " أزازيل " . أما العهد الجديد فسماه Satan أو " شيطان " . وعندما ترجم الإغريق الإنجيل إلى لغتهم ترجموا شيطان إلى Diabolos التي تعني في اللغة الإنكليزية The Devil . وأول فكرة كوّنها العبرانيون عن الشيطان هي كون الشيطان محامي يترافع أمام الله ويجادله. فمثلاً في سفر أيوب، الإصحاح الأول، نجد قصة عن إبليس وأيوب فحواها أن الله جمع الملائكة ذات يوم ولكن وجد في وسطهم إبليس، فقال له: من أين أتيت يا شيطان ؟ فقال الشيطان أنه أتى من الأرض بعد تجوال طويلٍ بها. فسأله الله إن كان قد رأى عبده المطيع أيوب، فقال له الشيطان: إن أيوب يطيعك لأنك مددت له في الرزق والبنين وأعطيته كل ما يتمنى. خذ ما أعطيته وسوف ترى أنه غير مطيع. فقال له الله: أذهب وافعل ما تشاء بماله وبنيه ولكن لا تتعرض له شخصياً. فذهب الشيطان ليختبر أيوب واستمر الشيطان يلعب دور المحامي والمجادل حتى أيام السبي البابلي عندما اعتقد اليهود أن الشيطان قد تمرد على الله وأصبح مستقلاً بعمل الشر، وهو الذي تسبب في هزيمتهم وسبيهم، لأنهم شعب الله المختار. وبالتدريج نسجوا قصصاً عن الشيطان المتمرد وجعلوا له قروناً وحوافر كحوافر الحصان وجعلوا رائحته كرائحة الكبريت.
- ويعتبر إبليس في "أسفار الكتابات " وفي كتاب " ابو كريفا " اليهودي بأنه هو الذي جلب الموت إلى العالم، كما أنه يمثل بقبض الروح. أقرا عن قابض الروح عزرائيل.
- وورد في بعض كتب اليهود مثل كتاب " الزوهر" وكتاب " التلمود البابلي" أن لإبليس زوجة أسمها " ليليث" كانت في السابق زوجة لآدم إلا أنها رفضت الخضوع لآدم لأنها لم خلقت كما خلق آدم خلقاً مستقل خلافاً لحواء التي خلقت من ضلعه ، فتمردت ليليث على آدم وأصبحت تابعه لإبليس وكانت تنجب منه في اليوم 100 طفل . اقرأ عن أسطورة ليليث : الأنثى المتمردة.
الشيطان فى المسيحية
وجاءت المسيحية من صلب اليهودية ودمغت الشيطان بنفس الدمغة اليهودية وجعلته مصدر الشر في العالم وهو الذي يمنع الناس من الإيمان بالمسيح وهو المسؤول عن كل الأمراض النفسية من جنون وما شابه ذلك، إلى الأمراض العضوية مثل البكم. فيسوع يقول لمن حوله من الناس: " لماذا لا تفهمون كلامي ؟ لأنكم لا تقدرون أن تسمعوا قولي. أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قتّالاً للناس من البدء ولم ينبت في الحق لأنه ليس فيه حق، متى تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لأنه كذاب وأبو الكذاب " (إنجيل يوحنا، الإصحاح 8، 43-44). " وكان يخرج شيطاناً وكان ذلك أخرس، فلما أخرج الشيطان تكلم الأخرس فتعجب الجموع " ( إنجيل لوقا، الإصحاح 11، 14). وهكذا أصبح الشيطان يحمل وزر خطايا المسيحيين ويسكن أجسامهم فيسبب لهم الأمراض النفسية وغيرها، ولا يقدر على إخراجه من الأجسام إلا القسيس عندما يتلوا بعض التعاويذ. وفي القرون الوسطى في أوربا كان علاج المجانين يتكون من ربطهم بالسلاسل وضربهم ضرباً مبرحاً حتى يتأذى الشيطان فيخرج من أجسامهم.
- وهناك بعض آباء الكنيسة إلى وقت مبكر يصلون من أجل توبة إبليس في نهاية المطاف .
- ويعتقد أتباع السبتية أن المجيء التالي ليسوع ستكون ملازمة لإبليس لألف سنة ثم تحدث معركة "هرمجدون" المواجهة النهائية بين الخير والشر وسيتم فيها تدمير إبليس وأتباعه مره وإلى الأبد وستطهر الأرض من كل الشر وهناك سيكون سماء جديدة وأرض جديدة وتنتهي الخطيئة (إقرأ عن : نهاية العالم في المعتقدات الدينية) .
الشيطان عند عرب ما قبل الاسلام
وعرب ما قبل الإسلام في الجزيرة بحكم اختلاطهم باليهود والنصارى كانوا قد تشبعوا بفكرة الشيطان الذي يدخل الأجسام ويسبب الأمراض ولا يخرجه إلا الكاهن الذي لديه " لقي " أي شيطان يتلقى أخبار السماء فيأتي بها للكاهن الذي يستطيع أن يُخبر بالمستقبل ويستطيع أن يكتب تعاويذاً تمنع الشيطان من دخول جسم الإنسان. وبما أن القوافل التجارية كانت تسافر ليلاً لتفادي حرارة النهار، وبما أن الظلام، خاصةً في وسط محيط من الرمال لا معالم بها، مخيفٌ، فقد تخيل العربي أن الشيطان يسكن في الوديان ويطوف بهذه الصحارى الشاسعة. فأصبح من تقاليد المسافر ليلاً إذا نزل بوادي أن يسلم على سكان الوادي من الجن ويطلب حماية رئيسهم وشيخهم بأن يترك له طعاماُ بالقرب منه. وكان العربي يفسر كل شئ لا يفهمه بأنه من الجن، حتى الشعر الذي لم يكن يقدر على نظمه إلا القلة، زعموا أنه من الجن وأن للشاعر صاحباً من الجن يساعده على نظم قصائده.
وفي كل هذه الثقافات العبرية والمسيحية وحتى العربية البدوية كان الشيطان روحاً غير محسوسة ولكنها قادرة على الأذى. ثم جاء الإسلام وتغير الشيطان. فالنبي محمد كان قد نشأ وترعرع بين عرب ما قبل الإسلام وتشبع بثقافتهم القصصية والشعرية والأسطورية، بما فيها قصص الشياطين. فاحتضن الإسلام كل هذه الثقافة ولكنه أراد أن يزيد عليها، فلم يكن هناك ما يزيده في مسألة الجن بعد أن نسجت القرون السابقة من يهودية ومسيحية ولا دينية كل القصص الممكنة عن الجن. فكان الملجأ الوحيد هو تجسيد الجن أو الشيطان. وإذا تجسد الشيطان فلا بد له من مكان يسكنه، وغذاء يأكله وعمل يؤديه، وزوجة يجامعها حتى يتناسل ولا ينقرض بسبب الأعداد الهائلة من الشهب التي تطارده. وإذا تجسد الشيطان فلا بد له كذلك من أن يصبح كالإنسان الذي يشرب فيبول، ويأكل فيذهب إلى الخلاء. ولتقريب كل هذه الأشياء إلى ذهن الإنسان العربي، أتى النبي ببعض الأحاديث التي نسج الفقهاء منها خيمةً ضخمة جمعت كل ما يمكن للإنسان قوله عن الشيطان.
فمثلاً عندما كان النبي يسافر ليلاً في الصحراء، لم يكن يسلم على شياطين الوادي كما كان يفعل عرب ما قبل الإسلام، فقد ذكر أحمد عنه أنه كانَ إذَا غزَا أو سافر، فَأدرَكَهُ الليل، قال: ((يا أرضُ رَبِّى وَرَبُّكِ الله، أَعُوذُ باللهِ مِنْ شَرِّكِ وَشَرِّ مَا فِيكِ، وشَرِّ ما خُلِقَ فِيكِ، وَشَرِّ ما دَبَّ عَلَيْكِ، أعوذُ بالله مِنْ شَرِّ كُلِّ أسَدٍ وأَسْود، وَحَيّةٍ وَعَقْرَبٍ، ومِنْ شَرِّ سَاكِنِ البَلَد، ومِنْ شَرِّ وَالد، ومَا وَلَدَ)). ( زاد المعاد لابن القيم، ج2، ص 246). وساكن البلد والوالد الذي ولد هم الشياطين. وساكن البلد هذا كان قد اختار بلاداً بعينها ليسكنها، فمثلاً، عندما كان عمر بن الخطاب بالشام وأراد الذهاب إلى العراق، قال له كعب الأحبار أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من ذلك قال وما تكره من ذلك قال بها تسعة أعشار الشر وكل داء عضال وعُصاة الجن وهاروت وماروت وبها باض إبليس وفرّخ " ( تاريخ دمشق لابن عساكر، ج1، ص 147). ولكن لا يسكن الشيطان في هذه البلاد القصور، وإنما يسكن في الأدبخانات وفي أفراج النساء، كما قرأنا في الكتاب الذي لخصه لنا السيد سعد الله خليل، لأن الشيطان، حسب المفهوم الإسلامي، يحب الأشياء غير النظيفة
قصص ابليس فى التراث الاسلامى
هناك قصة من التراث الإسلامي وغير متحقق من مصداقيتها إذ لم ترد في القرآن الكريم أو في الأحاديث الصحيحة وقد تكون مجرد أسطورة والقصة تتناول أصل الجن وسيرة إبليس وورد ذكرها في كتاب البداية والنهاية لابن كثير كما يلي :
قال ابن عباس : خلق الله عز وجل (سوميا) أبو الجن قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام وقال الله لسوميا : " تمن " ، فقال سوميا: " أتمنى أن نرى ولا نُرى وأن نغيب في الثرى وأن يكون كهلنا شاباً " ، ولبى الله عز وجل لسوميا أمنيته وأسكنه الأرض له ما يشاء فيها ، قال تعالى : " إنه يراكم هو و قبيلة من حيث لا ترونهم " (الأعراف – 27).
وهكذا كان الجن أول من عبد الرب في الأرض لكن أتت أمة من الجن بدلاً من أن يداوموا الشكر لله على ما أنعم عليهم من النعم، فسدوا في الأرض بسفكهم للدماء فيما بينهم وأمر الله جنوده من الملائكة بغزو الأرض لاجتثاث الشرّ الذي عمها وعقاب بني الجن على إفسادهم فيها وغزت الملائكة الأرض وقتلت من قتلت وشردت من شردت من الجن وفرّ من الجن نفر قليل، اختبئوا بالجزر وأعالي الجبال وأسر الملائكة من الجن إبليس الذي كان حينذاك صغيراً، وأخذوه معهم للسماء.
وكبر (إبليس) بين الملائكة، واقتدى بهم بالاجتهاد في الطاعة للخالق سبحانه وأعطاه الله منزلة عظيمة بتوليته سلطان السماء الدنياوخلق الله أبو البشر آدم وأمر الملائكة بالسجود لـ آدم، وسجدوا جميعاً طاعةً لأمر الرب، لكن (إبليس) أبى السجود , وبعد أن سأله الرب عن سبب امتناعه قال: " أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين " – (الأعراف - 12 ).
وطرد الله إبليس من رحمته، عقاباً له على عصيانه وتكبره وبعد أن رأى إبليس ما آل إليه الحال، طلب من الرب أن يمد له بالحياة حتى يوم البعث، وأجاب الرب طلبه ثم أخذ (إبليس) يتوعد آدم وذريته من بعده بأنه سيكون سبب طردهم من رحمة الله.
وطبعاً لم يكن كل المسلمين مقتنعين بهذه القصص عن الشيطان، فقد جادل بعض الفلاسفة في هذه القصص وذكر الشهرستاني على سبيل المثال مجادلة إبليس لله، فقال إن إبليس سأل الله سبعة أسئلة:أولاً: إذا كان الله قد علم قبل خلقي أي شئ يصدر عني ويحصل مني فلماذا خلقني أولاً وما الحكمة من خلقه إياي؟
ثانياً: وهو قد خلقني على مقتضى إرادته ومشيئته، فلماذا كلفني بمعرفته وطاعته؟ وما الحكمة في هذا التكليف مع العلم انه لا ينتفع بطاعة أحد ولا يتضرر بمعصيته؟
ثالثاً: وهو حين خلقني وكلفني فالتزمت تكليفه بالمعرفة والطاعة، فلماذا كلفني بطاعة آدم والسجود له؟ وما الحكمة في هذا التكليف على الخصوص؟
رابعاً: وإني لم ارتكب قبيحاً سوى قولي، لا اسجد الا لك وحدك، فلماذا لعنتني وأخرجتني من الجنة وما الحكمة في ذلك؟
خامساً: وهو بعد ما لعنني وطردني فتح لي طريقاً إلى آدم حتى دخلت الجنة ووسوست له فأكل من الشجرة المنهي عنها. وهو لو كان منعني من دخول الجنة لاستراح آدم وبقى خالداً فيها، فما الحكمة في ذلك؟
سادساً: وهو بعد أن فتح لي طريقاً إلى آدم وجعل الخصومة بيني وبينه، لماذا سلطني على أولاده حتى صرت أراهم من حيث لا يروني وتؤثر فيهم وسوستي" فهو لو خلقهم على الفطرة دون أن يحولهم عنها فعاشوا طاهرين سامعين مطيعين لكان ذلك أحرى بهم وأليق بالحكمة
سابعاً: وهو بعد ذلك أمهلني وأخّر أجلي إلى يوم القيامة، فلو انه أهلكني في الحال لاستراح آدم وأولاده مني ولما بقى عند ذلك شر في العالم. أليس بقاء العالم على نظام الخير خيراً من امتزاجه بالشر؟ (( الملل والنحل للشهرستاني، ص 12).
ابليس فى الديانات الثلاثة
أصبحت و ظيفة الشيطان في هذه الأديان الثلاثة وظيفة إختبارية تكتيكية فقط و ابتعد الشيطان بذلك عن ممارسة الشر كطبيعة موجودة فيه و مجبول عليها و انحصر دوره فقط في القيام بمهمة اختبار الإنسان و مهمة تضليله و غوايته ليس إلا , كما نرى ذلك في قصة أيوب أو قصة تجربته للمسيح و معرفة صلابة إيمانه أو في عملية التحدي التي جرت بين الله من جهة و بين الشيطان من جهة أخرى في الديانة الإسلامية , حول الإنسان و مدى صموده و صلابته في اختيار أحد الطريقين , طريق الحق أو الباطل , طريق الخير أو الشر , طريق النور أو الظلام.
لوحاولنا ان نحدد المشاعر الرئيسية التي عبّرت بها الاديان السامية الثلاثة عن علاقة الانسان بالإله لوجدنا انها تنحصر في المحبة والخوف والكراهية: محبة الله والخوف من جبروته وعقابه ,وكره عدوه ابليس.
عالج المفكرون الدينيون هذه المشعر وافردوا لها الصفحات والكتب, وكانت اقوالهم عن ابليس تتراوح بين المحاولات الجدية لمعرفة المكانة التي يحتلها في نظام الكون وتحديد علاقته بالاله واستقصاء الغاية التي وجد من اجلها, وبين مجرد الاستفاضة في شرح تلبيسة على البشر وتلقينهم التعاليم والتعاويذ المعروفة بغية ابعاده واتقاء شره..
لاشك أن كل واحد منا يحمل في مخيلته صورة معينة عن شخصية ابليس ورثها كجزء لايتزأ من ثاقفته التقليدية وتربيته الدينية.
ولا اجدني مضطرا لان استرسل طويلا في اعادة هذه الصورة الى الاذهان لانها معروفة جيدا لدى الجميع, كان ابليس من المقربين بين الملائكة وكان له شأن عظيم في نظام الملأ الاعلى, الى ان عصى امر ربه فطرده من الجنة ولعنه لعنة أبدية, فأصبح بذلك تجسيدا لكل ماهو شر وجمع في ذاته كافة الخصائص التي تنتفي عن الله.
ونلاحظ هنا ان اسمه يدل على جوهره وهو "الابلاس" أي اليأس التام من رحمة ربه ومن العودة الى الجنة (وفقا للتفسيرات الاسلامية التقليدية لمعنى الابلاس).
ومن منا لايعرف المثل الذي يُضرب بأمل ابليس في الجنة ,دلالة على الامل الضائع كل الضياع.
وعلى مر العصور أضفت مخيلة الانسان قوى كبيرة وقدرات عظيمة على ابليس: منها الطاقات الفكرية الخلاقة والقوى الفنية المبدعة ومنها القدرة على القيام بخوارق الاعمال وعجائب الافعال حتى اصبح ابليس يلي الاله مباشرة من حيث قوته وقدرته ومنجزاته.
الصراع بين قوى الخير والشر
ليس هناك أي نوع من التساوي في المكانة و النفوذ بين الله و بين الشيطان , إنما أصبح الله هو الإله الذي لا اله غيره و هو الخالق لكل شئ و الآمر لكل شئ , أما الشيطان فقد أصبح دوره في هذه الأديان الثلاثة دوراً هامشياً وليس له إلا أن يسير في دربه المرسوم له سابقاً ,الشيطان لا يمتلك الإرادة الخاصة به أيضاً لفعل الشر و لكن هنا يأتي فعله كنتيجة مباشرة لضعف الإرادة الإنسانية أمام الشر و الغواية و الإغراء: (وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني و لوموا أنفسكم) بل و في آية أخرى نرى بوضوح الدور الهامشي للشيطان و حقيقة موقفه الضعيف , فالله يخاطبه بقوله (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) .
الانسان هو اساس الصراع بين قوى الخير والشر
أصبح الإنسان و لأول مرة مركزاً رئيسياً لهذاالصراع بين الله والشيطان و سيلة الطرفين المتنازعين لتحقيق الإنتصار كل على حساب الطرف الآخر , وتحول الصراع وفق هذا المفهوم من عالمه العلوي الذي كان يجري فيه إلى عالمنا البشري مجسداً بالإنسان الذي بدأ يعتبر محوراً لساحة المعركة يدور حولها الشيطان و الرب على حد سواء , و نرى ذلك واضحاً و خصوصاً في الديانة الإسلامية عندما يطلب الشيطان من الرب إطلاق يده على إغواء البشر و إغرائهم على العصيان و الفسق كما يشاء , فأعطاه الله ما أراد حتى يوم الدين : (... قال رب فانظرني إلى يوم يبعثون . قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم .قال ربي أغويتني لأزينن لهم في الأرض و لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منه المخلصين ) , و كذلك (قال أنظرني إلى يوم يبعثون . قال إنك من المنظرين . قال فيما أغويتني لأقعدن لهم سراطك المستقيم . ثم لآتينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و من شمائلهم و لا تجد أكثرهم شاكرين) . أصبح الإنسان هو الوسيلة و هو الهدف الذي يسعى الجانبان إلى كسبه و الصراع من أجله و من خلاله بنفس الوقت , و تحولت المعركة بين الله و بين الشيطان من رحلات و غزوات و معارك بين عالميهما و كائناتهما إلى معركة تدور داخل الإنسان باعتباره يمثل وجهان لعملة واحدة و هما الخير و الشر , النور و الظلام , الحق و الباطل و الفائز منهما هوالذي يجعل الإنسان يتخذ الوجهة التي يريدها , تماماً كما حدث في قصة أيوب و المعاناة التي واجهها هذا العبد الصالح الذي صمد حتى النهاية في اختياره لطريق النور و الإيمان فاندحر بذلك الشيطان مع هذا العبد و خسر معركة كان يمكن أن يفوز بها و لكن فقط لو شاء الله تعالى .
مكان تواجد إبليس
فقد روى الإمام أن مسلم في صحيحة من حديث قال :جابر - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ".اقرا عن اتباع ابليس
- وقد قال الدكتورعائض القرني أن مكان إبليس هو مثلث برمودا حيث يعتقد القرني أن سبب الاختفاء الغامض في منطقة برمودا هو قربها من قاعدة "إبليس"اقرا عن مملكة الشيطان
موت إبليس
يعتقد الكثير من الناس أن الشر دائم مادام الخير موجود ، وأن الحياة تستمر بوجود الأضداد التي هي أساس الفيزياء .
- قال ابن عباس في قوله تعالى : " رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم " ، أن النفخة الأولى يموت فيه إبليس وبين النفخة والنفخة أربعون سنة فيموت إبليس أربعين سنة .
- كثير من العلماء اختلفوا في قولة تعالى "إلى يوم الوقت المعلوم" فمنهم من قال أنه يوم البعث ومنهم من قال أنه أجل إبليس المكتوب.
- مما نقل عن كعب الأحبار أن إبليس في أخر الزمان تضيق فيه كل سبل محاولات الهرب من الموت فيتوجه إلى قبر آدم عليه السلام ويقول له : " ليتك لم تخلق ، عندها يكون الملاك ميكائيل عليه السلام وملائكته يحملون من سلاسل جهنم فيأتي ملك الموت لينزع روحه وهناك من يقول أنه يموت ساجداً عند قبر آدم ثم يبعث الله آدم وحواء لينظروا إليه ويقولان : " الحمد الله ، أتممت نعمتك يا رب " .
رواية عزازيل
كتب (د. يوسف زيدان) رواية "عزازيل" في عام 2008، وهوخبير في المخطوطات والفلسفة وباحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه.
- وتتحدث الرواية عن ترجمة لمجموعة لفائف مكتوبة باللغة السريانية، دفنت ضمن صندوق خشبي محكم الإغلاق في منطقة الخرائب الأثرية حول محيط قلعة القديس سمعان العمودي قرب حلب/سوريا. كُتبت في القرن الخامس الميلادي وعُثر عليها بحالة جيدة ونادرة ،وتم نقلها من اللغة السريانية إلي العربية.
- اللفائف الثلاثين عبارة عن سيرة ذاتية للراهب المسيحي المصري (هيبا )،والذي عاش في الفترة المضطربة من التاريخ المسيحي الكنسي في أوائل القرن الـ 5 الميلادي والتي تلتها انقسامات هائلة بين الكنائس الكبرى وذلك علي خلفية الخلاف حول طبيعة المسيح.
- ويقال أن الراهب (هيبا) كتب كتاباً مدفوعاً بطلب من عزازيل أي "الشيطان" حيث كان يقول له : " أكتب يا هيبا، أريدك أن تكتب، اكتب كأنك تعترف، وأكملْ ما كنتَ تحكيه، كله…."، وأيضاً " يقول في رده على استفسار هيبا: " نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك ".
- وتتناول كتب الراهب (هيبا) ما حدث له منذ خرج من (أخميم) في صعيد مصر قاصدا مدينة الأسكندرية لكي يتبحر في الطب واللاهوت وهناك تعرض لإغواء (أوكتافيا) وهي أمرأة اسكندرية تعتنق ديناً وثنياً فأحبته ثم طردته حينما علمت بأنه راهب مسيحي، ثم خرج هارباً من الأسكندرية، وبعد 3 سنوات شهد بشاعة مقتل العالمة هيباتيا الوثنية علي يد الغوغاء من مسيحي الأسكندرية بتحريض من بابا الأسكندرية. ثم خروجه إلي فلسطين للبحث عن أصول الديانة واستقراره في أورشاليم (القدس) ولقائه بالقس (نسطور) الذي أحبه كثيرا وأرسله إلي دير هادئ بالقرب من أنطاكية. وفي ذلك الدير يزداد الصراع النفسي داخل نفس الراهب وشكوكه حول العقيدة، ويصاحب ذلك وقوعة في الحب مع امرأة تدعي (ميرتا)، وينهي الرواية بقرار أن يرحل من الدير وأن يتحرر من مخاوفه بدون أن يوضح إلي أين
- أثارت الرواية جدلاً واسعاً وانتقادات بحجة المس بالمعتقدات المسيحية، لكن الرواية تمتاز بلغتها العربية الفصيحة وتناولها فترة زمنية غير مطروقة في الأدب العربي برغم أهميتها.
- ومع ذلك فازت الرواية بالجائزة العالمية للرواية العربية كأفضل رواية عربية لعام 2009. كما نالت الرواية استحسانا كبيراً من قبل النقاد والقراء على حد سواء.
محاكمة لوسيفر
كتب حسن إسماعيل (كاتب من مصر) شعراً عن إبليس ونشره في مدونته " أيقونتي الباردة " تحت عنوان " محكمة لوسيفر أم محاكمة الآلهة ؟ " ، حيث وصف تمرد إبليس على أوامر الرب بأنها ثورة على الآلهة وبأنه ثورة للإبداع الفني كما يفهم من القصيدة ، وهذا يمكن أن يقصد منه كما يلي : " اختار إبليس أن يكون حراً وخارجاً عن إرادة الآلهة فوجد إبداعه في تمرده عوضاً عن طاعته لها ولهذا دفع ثمن حريته بعقاب أبدي وهو قدر لا مفر منه لكل متكبر يعتقد أنه بمثابة إله ".
- وهناك بعض الأعمال الأدبية تجسد الشيطان بشخصية البطل مثل بعض الكتب ومنها كتاب (جورج برنارد شو) مارك التي تتبناها إحدى الطوائف الشيطانية.
- وقام الكاتب (علاء الصائغ) بتأليف رواية بعنوان " مسلة إبليس" عام 2011 وكان لها صداها لدى بعض الكتاب إلا أنها لم تحض بتأييد من معظم رجال الدين لأنها تمس بعض المعتقدات.